ما هو الصوت الداخلي الذي نسمعه في رؤوسنا عندما نقرأ؟
انك تسمع صوتك الداخلي الان و انته تقرأ هذا المقال
و تعد تلك الظاهرة من الظواهر التي حيرت العلماء
لسنوات عديدة , و تم التوصل الي عدة نظريات تفسر
تلك الظاهرة الغريبة.
العجيب في الامر انك قبل ان اطلق هذا السؤال لم تكن
تشعر بهذا الصوت و لكن الان انته أصبحت لا تستطيع
اسكات هذا الصوت, و لكن ما سبب هذا الصوت و من هو ؟
يعرف هذا الصوت ب " الصوت الداخلي " و هو الصوت
الذي يلازمك طوال اليوم, و يعد هو الصوت الوحيد الصامت
هو صوتك خلال القراءة , التفكير في مشكلة ما.
من أين يتم اصدار هذا الصوت ؟
في الواقع هذا الصوت ليس حقيقي بل يتم إصداره عن طريق عقلك
و لكن الصوت هذا يحاكي تقنية ثلاثية الابعاد او 3D, لأنك تستطيع
تخيل المواقف خلال التفكير قبل ان تراها و كأنك تشاهد الموقف علي
شاشة التلفاز.
يعتبر الصوت الداخلي للإنسان حالة طبيعية طبقاً لعلم النفس
و لكن يتحول في بعض الأحيان الي مرض نفسي, و حذر باحثون
ألمان من ان السماع لهذا الصوت باستمرار قد يادي الي اضرار نفسية
كالغضب السريع و القلق.
ما سبب هذا الصوت الداخلي؟
هناك مجموعة عصبية تسمي الحزمة المقوسة
و تعد تلك المنطقة المسبب الرئيسي لتلك الظاهرة
حيث ان تلك الحزمة تعد الرابط بين منطقة بروكا
المختصة بالكلام في الدماغ البشرية بمنطقة فيرنيك
المختصة بفهم و تفسير الكلمات.
و المثير للاهتمام ان بعض العلماء اجروا تجربة مسح
للدماغ بالرنين المغناطيسي لاحد الأشخاص , و طلبوا
منه ان يفكر بشيء و يتكلم داخلياً بدون صوت , و المفاجأة
ان مناطق التكلم في الدماغ أظهرت نشاطاً كأنه يتكلم بالفعل.
هل جميع القراء تحدث معهم تلك الظاهرة ؟
ليس الجميع تحدث معهم تلك الظهارة و لكن معظم الأشخاص
بنسبة تفوق 90% قد تعرضوا للصوت الداخلي او ما يدعي
بالمتحدث الصامت , و هذا الصوت يشبه الصور المرئية في
التخيل و تكوينك لأشكال الأشخاص من أصواتهم فقط.
كم من أشخاص قد كونت لهم صورة ذهنية و شكل قبل ان تراهم
فقط من أصواتهم , و هذا الخيال كان السبب أيضا في نجاح المسلسلات
الإذاعية , فنحن فقط نسمع أصوات و لكن الصوت الداخلي عندنا يحول
تلك الأصوات الي مسلسل مرئي بكل تفاصيله , و قد يختلف الصورة المرئية
لنفس المسلسل من شخص لأخر.
دراسة عالم النفس ريفان فالهاور
قام أستاذ علم النفس بجامعة نيويورك ريفان فالهاور - ruvanee vilhaue
بدراسة أجراها علي مجموعة أشخاص فوجد ان بنسبة 82.5% من الناس قد
سمعوا صوت داخلي خلال القراءة في صمت , و ان البعض يسمع صوته الحقيقي
و اخرون يسمعون أصوات داخلية بغير صوتهم الحقيقي.
وصف بعض الأشخاص للصوت الداخلي لهم
- " اسمع صوت جدي بالضبط و هو يحدثني "
- " اسمع صوت هادئ و نبرة صوت واضحة"
- "اسمع صوت ذكر , رغم أني انثي"
- " اسمع أصوات مختلفة , حسب الموقف و الأشخاص "
- " اسمع صوت شاب بنبرة صاخبة "
في النهاية , توصل فالهاور أن 5% فقط من سكان العالم
لم يسمعوا صوت داخلي , و ليس هناك رابط بين الصوت
الداخلي و الهلاوس السماعية , و لكن ما زال هذا الصوت
يثير تساءل العلماء , فما رأيك في الصوت الذي تسمعه داخلك
الان؟!